الأربعاء، آب ٣١، ٢٠١١

مــــــــــــع كل الأسف شباب العراق

مــــــــــــع كل الأسف شباب
*********************
بقلم / مواطن عراقي
صدقـاً لا أعرف من أين أبدأ قصة اليوم التي عشتها بمرارة جعلتني أشهر بالخجل والعار من تلك الورقة الخضراء المكبوسة (بلاستيكياً) والتي تدعى ( الجنسية العراقية) والأعظم عاراً هو أنتمائي الذي لا يمكن أنكاره لقوم أكتشفت أنهم لا يقلون بربرية عن الضباع التي تهجم كقطيع فتفتك بالأسد المنفرد.ـ

اليوم, وبرفقة أثنين من الصحفيات الهولنديات, قررنا الذهاب الى الزوراء بشقيها ( مدينة الألعاب المستحدثة وحديقة الحيوانات), فكان الطريق مقطوعاً - لأسباب أمنية وجدناها مقنعة- حيث يفترض بالعوائل أن تسير لمسافات طويلة كي تصل لوجهتها المتمثلة بقضاء يوم سعيد في عيد يفترض به ان يكون سعيداً.ـ فمشينا تلك المسافة بينما كانت عجلات الهمر العسكرية على طول الطريق يفصل بين العجلة والأخرى مسافة خمسين متر تزيد أو تنقص بقليل. وفي كل مرة نقترب من عجلة همر يستوقفنا الجندي لا لشيء سوى لطرح تلك الأسئلة الروتينية على الرغم من أنه شاهدنا وقد أستوقفتنا العجلة التي تسبقه وسألتنا نفس الأسئلة التي يطرحها, والتي تلخصت بــ ( من أنتم, شعدكم هنا, وين رايحين, منو هذني البنات الحلوات, ممكن أطك صورة وياها) والأدهى كان سؤالهم أن كنا نمتلك تصريحاً من قيادة عمليات بغداد يخولنا الدخول الى الزوراء لنلتقط صوراً للحمار الوحشي وللدب الجائع وللأسد الذي فقد زئيره تحت رحمة القائمين على الزوراء, بالأضافة لسعينا لعمل لقأت مع العوائل التي تجوب الزوراء بحثاً عن متعة توفرها لأطفالها في عراق الحرب لنوثق فرحتهم بالعيد وأمنياتهم وبساطة أحلامهم.ـ

ومن منظور الثقة بالنفس لا من باب الغرور اقول أني تمكنت من أقناع كل اللذين طالبوني بتصريح من الأصغاء لصوت العقل والسماح لنا بالدخول فسمحوا لنا ( غير مشكورين) على الدخول لممارسة عملنا, وما أنا دخلنا, بدأت الكارثة بالتدحرج من قمة الجبل الثلجي ككرة تنس صغيرة لتكبر وتتضخم مع كل خطوة كنا نخطوها وسط الجماهيير العراقية ( الشباب خصوصاً) والذين تجمهروا حولنا كالذباب الذي يتذبذن حول ( صينية الداطلي ) طبعاً ليس لوسامتي الشرقية بل لجمال الصحفيات الهولنديات الشقراوات.ـ

أقول وبعد أن دخلنا الزوراء وبدأنا رحلتنا في القرن الثاني ميلادياً, كنا نسير كأننا في مسيرة مليونية حاشدة تطالب بأسقاط النظام, فشعرت بالخوف وأنا المُهاب من الغاب, فسرت وأنا ألتفت يمينا وشمالاً لأجيب على أسئلة الجماهير التي لا أثق بها والتي لم تكن مختلفة عن أسئلة وطلبات افراد القوات المسلحة العراقية والتي طُرحت علينا أثناء أجرأت الدخول.ـ

يقفز أحدهم ليصرخ ( شوفها شوفها, مال لحس) بينما يسئلني الثاني ( منين هاي البنات ) فأجيب( من هولندا), صدقوني أن قلت أني أجبت هذا السؤال تقريبا بالخمسين مرة لدرجة أني بدأت أهمال السؤال ولا أجيب السائل, فيقز أخر فيقول ( ممكن تكوللها انطك صورة).ـ
في بداية الأمر الصحفيات كن طبيعيات وتناولن الأمر بشكل أعتيادي رحب ورحبن بتلك الطلبات وسمحن بالتقاط الصور مع البعض من الشباب من باب اللياقة الغربية, لكن, عندها, بدأ الشباب بالتوحش, فكنا نسمع صراعهم مع بعضهم يتسابقون متزاحمين ليلتقطوا صورة تذكارية مع ملكة هولندا, فعلا الهرج والمرج, وبدأ البعض من الشباب الذين سُمح لهم بالتقاط الصور بوضع اذرعتهم حول ( خصر البنات ) في محاولة لألتقاط صورة تذكارية يبدو فيها شابنا العراقي الغيور في وضع حميمي مع البنت الأجنبية ليفتخر بعرضها على أصحابه من خلال شاشة موبايله.ـ

أكرر, صدقاً, لا أستطيع مهما كنت بليغاً أن اصف الوضع الوضيع الذي كنا فيه وسط شبابنا العراقي الذي بعضكم يتأمل الخير فيه عبثاً ويفتخر بعضكم الأخر بثقافته غباءاً وزيفاً وزوراً, فكان القرار قراري لأنهي هذه المأساة وهذه الأهانات التي وجهها الشباب لأنفسهم من خلال تصرفاتهم التي وأن دلت على شيء فأنها تدل على أنحدار مخيف بالتربية والأخلاق وسؤ الضيافة والجهل الشنيع فيما يخص كيفية ترك الأنطباع الجيد عند الغرباء بحضارة الشعب الذي صادف ومثلهُ هؤلاء الوحوش.ـ

كان قراري أن أنادي على أفراد الشرطة منتخياً بهم المرافقة وحمايتنا وتسهيل عملنا لحين الأنتهاء من مهمتنا الصحفية, فبادروا ( مشكورين) بالتدخل ( وأعتقد أنتو كعراقيين تعرفون أشلون الشرطة تتدخل بهيجي مواقف واشلون تعامل الناس, خصوصاً من أكو نسوان حلوات كاعدات يباوعن والشرطي البيهم يحاول بس يبرز عضلاته) فكان شرطياً واحداً كفيلاً بالأطاحة بمئة شاب جبان بمجرد رفع الهروة في وجوههم فشتتهم كالذباب , تماماً كما يفعل بائع ( الداطلي) بعصاه ( المشرشبة بكيس لايلون). فتمكنا عندها ألأستمرار في عملنا وأنهاء ما جاء بنا لحديقة الحيوانات والتي تفاجئنا بأن حيواناتها كانت خارج اقفاصها لا بداخله.ـ

في طريق عودتنا, كنت أنا المستاء الأكبر والأكثر مما جرى من الصحفيات الأجنبيات واللواتي- على مايبدو – كن قد تعودن على هكذا ردود افعال في العالم العربي نظراً لعملهم المستمر في مهنة الصحافة ومصادفتهم لهكذا مواقف, لكنهن, وعلى الرغم من ذلك, كن قد أعترفن بأن هذا الموقف كان الأسؤ بين الدول العربية.ـ أقول في طريق العودة, كن نتناقش حول الأسباب التي دفعت بهذا الجيل ( الذي لا اتمنى له النمو فيقود العراق) للظهور بذلك المظهر, وكانت الأسباب عديدة لا يسعني الوقت لشرحها وطرحها لأني على ثقة بأنكم كعراقيين ستعرفونها دون أنتظاري لتسليط الضؤ عليها.ـ

اذكر أخيراً, أن البعض ممن لم يسنح لهم التقاط الصور التذكارية, كانوا مستائين ( الله يسلمهم) فبدأوا بالصراخ جماعياً محتجين بعبارة ( fuck you) والتي نطقها بعضهم وهم على دراية بمعناها بينما رددها الأخر وفق مبدأ ( على حس الطبل خفن يرجليه).ـ

وأيامكم سعيدة ونيالكم يالعراقيين على حضارتكم
 

هناك تعليق واحد:

  1. مساء الخير لااعرف ماقول وباي الحروف اعبر وباي الاسطر افسرهذه التصرفات وانا انحني خجلا امام هذا الوصف الذي قمت بكتابته كوني انتمي لهذا البلد مع كل الاسف وانا اشد الباغضين لهذه التصرفات التي لاتقل ضررا عن الفساد الاداري والارهاب الذي يعصف بنا فعلا انها اصبحت من مفاخر شبابنا في هذا الزمان لااقول شيئا سوا نصيحه واحده ارمي البلد واسمه ووره ظهرك مثل مايكلون بالعاميه ولاتلتفت فلا اصلاح هنا ولاتطور ولاامان الي يوم يبعثون الا رحم من ربي وشكرا

    ردحذف