ميدان رمي امريكي يحول قضاء الحويجة الى منطقة منكوبة
مئات من الاطفال المعاقين ومراهقون مُصابون بالسرطان
بعد زيارات قام بها وفد من منظمة حرية المرأة الى قضاء الحويجة في محافظة كركوك، ومنذ 16 آب ولغاية نهار اليوم 23 آب، وجد ان مدينة الحويجة وقرى هذا القضاء قد تحولت الى الساحة الخلفية الملوثة باشعاعات وفضلات ميدان الرمي العسكري الامريكي، مما قد تسبب بمأساة انسانية لا تعترف بها الحكومة العراقية ولا الامريكية، بل ويحرصون ابقاء الموضوع طي الكتمان رغم المآسي اليومية التي يعيشها أهالي المنطقة.
في قضاء يبلغ عدد سكانه 109,000 نسمة، يتواجد جيل من المعاقين بمرض شلل الأطفال وحالات ضمور وتلف الدماغ بحيث يبلغ عدد المسجلين في المركز الصحي 412 حالة، بينما تصل الارقام الحقيقية الى ما يزيد على الـ 600 حالة من عوق الأطفال. كما وينتشر السرطان كالوباء بين كل الاعمار وخاصة المراهقين الذين ينتظرون موتهم دون اي علاج تعرضه عليه الحكومة العراقية او الامريكية-المسؤولة عن الإشعاع- والتي اطلقت يد ترسانتها الامريكية لتتدرب بالذخيرة الحية والمتفجرات في ميدان لا يبعد عن بيوت الاهالي اكثر من كيلومتر واحد ونصف، ولا يفصله عنه سياج او حائط يمنع دخول الأطفال او رعاة الاغنام او الاهالي.
تزداد حالات العوق والسرطان في القرى الاقرب من ميدان الرمي الامريكي والتي تقع باتجاه مهب الريح منها، وخاصة في قرى الكبيبة والحمدونية وابو صخرة والقرية العطشانة وقرية هور السفن. وعلى سبيل المثال يبلغ عدد سكان قرية الكبيبة 1400 نسمة فقط، بينما تم تشخيص 21 حالة من السرطان فيها توفى منهم ثلاثة بينما ينتظر البقية وفاتهم دون توفير اي علاج او ادوية لهم من قبل السلطات المسؤولة عن وضعهم.
اصطحب وفد منظمة حرية المرأة نهار اليوم 23 آب جمعا من الاعلاميين من الفضائيات والوكالات الاعلامية العالمية لكشف هذا الموضوع عالميا، بعد ان حاولت السلطات المحلية في كركوك التكتم عليه بالتعاون مع القوات الامريكية التي استدعت الشخص الذي اخذ عينة ترابية للفحص في مؤسسة صحة كركوك.
تطالب منظمة حرية المرأة تشكيل لجنةً دولية للتحقيق والتقصي خلف اسباب النسب العالية للعوق والشلل لدى الاطفال وحديثي الولادة في منطقة الحويجة. كما وتوجه نداءً للمنظمات الانسانية العالمية لتقديم المساعدة للضحايا واهاليهم بعد ان قامت الحكومة العراقية بتعريضهم الى اصعب ظروف معيشية من ناحية عدم توفر ماء الشرب او الخدمات والمعيشة، ناهيك عن اهمال توفير العلاج البدني او النفسي لهم بأي شكل من الاشكال.
تطالب منظمة حرية المرأة كذلك تحميل الحكومة الامريكية مسؤوليتها عن مآسي عشرات الآلاف من منكوبي هذه المنطقة والذين يعانون من وجود طفل او عدة اطفال معاقين داخل عوائلهم مما جعل عوائل المنطقة تكف عن التفكير بالانجاب لمزيد من الاطفال المعذبين. ان تعويض الضحايا واهاليهم ماديا ومعنويا جانب ضئيل مما يمكنها للحكومة الامريكية ان تعتذر به عن اقترافاتها والتي تدل على عدم اكتراثها لحياة البشر؛ اذ ان تعريض مئات الآلاف لإشعاع الذخيرة الحية وللتفجيرات ولإشعاع اليورانيوم المنضب قد خلق جيلا منكوبا غير قادر على رعاية نفسه، كما ونكب عشرات الآلاف من عوائلهم، مما لا يقل عن كونه جريمة حربٍ او ابادة جماعية لسكان مدنيين ابرياء وعزل.
تأمل منظمة حرية المرأة ان تحصل على يد العون من منظمات عالمية لتحقيق هذه الأهداف، اذ علمتنا تجارب السنين الثمان بان لا نتوقع اي استجابة ايجابية من كلا الحكومتين الامريكية والعراقية في الكوارث الانسانية التي يفرضونها على جماهير المدنيين في العراق.
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
23-08-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق